{لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ} في سبيل الشيطان {مِنَ الطَّيِّبِ} يعني: الكافر من المؤمن فينزل المؤمن الجنان والكافر النيران.وقال الكلبي: العمل الخبيث من العمل الصالح الطيب، فيثب على الأعمال الصالحة الجنة، وعلى الأعمال الخبيثة النار.وقيل: يعني: الإنفاق الخبيث في سبيل الشيطان من الإنفاق الطيب في سبيل الله.{وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ} أي: فوق بعض، {فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا} أي: يجمعه ومنه السحاب المركوم، وهو المجتمع الكثيف، فيجعله في جهنم {أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} رده إلى قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ}... {أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} الذين خسرت تجارتهم، لأنهم اشتروا بأموالهم عذاب الآخرة.{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا} عن الشرك {يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} أي: ما مضى من ذنوبهم قبل الإسلام، {وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأوَّلِينَ} في نصر الله أنبياءه وإهلاك أعدائه. قال يحيى بن معاذ الرازي: توحيد لم يعجز عن هدم ما قبله من كفر، أرجو أن لا يعجز عن هدم ما بعده من ذنب.